فى مجال تتبع لما تم خلال النظام السابق من تضخم لرجال الاعمال المالى والسلطوى لدرجة وصولهم فى التحكم فى مٌعظم مجريات الوطن خلال الفترة الماضية ومنهم من سقط واصبح خلف جدران السجون ومنهم من هرب الى الى الخارج ومنهم من هرب امواله الى الخارج استعدادا لهروبه فى اى وقت ومنهم من ارتدى عباءة الثورة وأدعى انه كان من انصارها ومنهم من لا زال لا يعلم عنه احد ومنهم من لا زال فى السلطة ومنهم من لا زال يمارس نشاطاته وكأن شيئا لم يكن
وسأفتتح اليوم قضية هامة وهى قضية تضخم رجال الاعمال من خلال النظام السابق اعلم انه لربما يستغل ابطالها
نفوذهم المعتاد لوقفها بطريقة ما ولكن الله المٌستعان عليهم جميعا
وسأكون موضوعيا طارحا للرأى العام ولمن يتتبعون ثروات البلاد المهدورة ولمن اعلنوا الحرب على كل من استفاد من هذه البلاد بغير وجه حق وسأفتتح التتبع لهذه العصابة من رجال الاعمال بأشهر واكبرهم اطلاقا حتىالان وهى امبراطورية ال ساويرس
قصة امبراطورية ساويرس نمت من موارد الوطن
النشأة الاولى
فى ( طهطا ) بمحافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1930 وٌلد انسى ساويرس مؤسس امبراطورية الاورسكومات
وعندما اصبح فى العشرينات من عمره تخرج من كلية الزراعة عام 1950 ثم انشأ شركة اسمها ( أٌنسى ولمعى ) وهى خاصة كان تعمل فى مجال المقاولات العامة سواء من تمهيد طرق او حفر ترع وحصل من وزارة الرى بعقود خاصة بذلك والتى جعلت شركته تنمو سريعا ومن هنا نجح أٌنسى باخراج شريكه من الشركة لينفرد بها وتوسعت شركته كثيرا الا ان وصل سمعتها بطريقة ما الى حكومة الرئيس جمال عبد الناصر فى ذلك التوقيت فأصدر قرار بتأميمها جزئيا فى نهاية سنة 1960 وتم تعين أٌنسى مديرا عليها ثم تم تأميم الشركة كليا وتغير أسمها إلى شركة النصر للأعمال المدنية
وليس واضحا على وجه الدقة من الذى سعى لتأمميم الشركة هل هو أنسى ساويرس نفسه أم أنه خطأ من خطايا الثورة إستغله أنسى ساويرس للتضخيم من قوة شركته لحصول على تعويض من جراء التأميم الذى قدمته الدولة الإشتراكية لأصاحب الشركات المؤممة وهو ما ثبت حصوله على هذا التعويض لشركة تعمل فى مجال حفر الترع وتمهيد الاراضى وليس لديها اى معدات حديثة وانما كانت تعتمد على الطاقة البشرية فى 90% من عملها فى ذلك التوقيت وكانوا يٌسمون اصحاب مثل هذه الشركات ( مقاولين انفار )
خلال هذه الفترة كانت زوجته قد انجبت له 3 ابناء هم :
1- نجيب الذى وٌلد عام 1955 وهو الابن الاكبر
2- سميح الذى وٌلد عام 1957 وهو الابن الاوسط
3- ناصف الذى وٌلد عام 1961 وهو الابن الاصغر
وقد أنسى استقالته من الشركة عام 1966 وسافر الى ليبيا ليقضى هناك 11 عام تقريبا فى مجال المقاولات وهذه الفترة 12 عام تقريبا لا يٌوجد ما يوثق نشاطه فى ليبيا خلال هذه 11 عام ولكن كل المؤشرات تٌبت انه لم يستفد ماديا كثير من سفره الى ليبيا ولكن الصورة العامة لديه ان الحومة المصرية قد اخذت منه اعز ما يملك وأممته وارسل اولاده الثلاثة الى الخارج ليتعلموا
فأرسل نجيب الى سويسرا ليحصل على دبلومة الهندسة الميكانيكية
وارسل سميح الى المانيا ليحصل على دبلومة الهندسة الميكانيكية
وارسل ناصف الى امريكا ليحصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة شيكاغو
بداية انشاء مملكة الاورسكومات
وعاد أٌنسى الى مصر نهاية عام 1976 بعد انتهاء حربها وبداية الهدنة وتوقيع السلام مع اسرائيل بعدما علم بعصر الانفتاح الاقتصادى الذى اعلنه السادات وقتها وانشأ خلال اشهر شركة اوراسكوم للمقاولات التى لم تكن فى ذلك التوقيت مجرد شركة مثلها مثل باقى شركات المقاولات العادية
ظلت على هذا الحال قٌرابة الثلاث سنوات الاولى الى ان توصلت الشركة بطرقة ما الى طريق وزارة النقل والمواصلات والطيران المدنى وبدأت تأخذ عطاءات منها وبدأت شبكة العلاقات تنمو وتتزايد فى عهد المهندس سليمان متولى وزير االنقل والمواصلات الذى كان قد عٌين حديثا فى ذلك التوقيت
وحجم العلاقة بين الوزير سليمان متولى وأٌنسى ساويرس كانت وما زالت مٌبهمة لدى الرأى العام ولم يتطرق اليها احد ولكن من سابقة الاعمال يتضح انها لم تكن علاقة عادية فمن شركة بدأت بخمسة عمال سنة 1976 الى مملكة بدأت تأخذ طريقها فى البناء عن طريق على تنفيذ مقاولات مشروعات وزارة المواصلات إضافة لتوريدات أجهزة ومعدات و إحتكارات التوكيلات العالمية فى مجال تكنولوجيا الإتصالات ومعدات البناء إضافة إلى ترميم الأثار ورصف الطرق وإقامة خطوط السكك الحديدية والمترو والكبارى ومشاريع البنية التحتة خلال فترة حكم وزير النقل والمواصلات والطيران المدنى سليمان متولى ومن هنا يمكن ان تتضح بعد معالم صورة العلاقة التى تمددت لتشمل مٌعظم قطاعات وزارة النقل والمواصلات
فى اثناء هذا التوقيت اشار الابن الكبر نجيب على ابيه فكرة كبيرة وهى انشاء شركة فى سيلكون فالى بكاليفورنيا لصناعة رقائق الكمبيوتر فى بلاد متدنية الأجور عالية الكفاءة وبالفعل انشأ أٌنسى ساويرس هذه الشركة وتم دخول نجيب ساويرس عام 1985 كشريك بنسبة 45%فى شركة كونتراك الأمريكية بمدينة ارلنجتون بولاية فرجينيا وبترأسه مجلس إدارة هذه الشركة دخلت العائلة مرحلة جديدة كشريك إستراتيجى لإدارة الحكومات الأمريكية المتعاقبة والتى نجحت وبطريقة ما بالحصول على مشاريع وإنشاءات فى مصر و قطر و البحرين و أوكرانيا و أفغناستان و بنجلادش وأخيرا العراق وأهمها أنها حصلت وبطريقة ما ايضا على أعمال ومقاولات تتصل مباشرة بتصميم وإنشاء منشأت وقواعد عسكرية ومطارات فى العراق و أفغانستان تتبع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بالخارج ومن أطرف مشاريعها إنشاء مبنى قناة الجزيرة للأطفال فى قطر التى يتحث نجيب دائما فى الاعلام على ان الجزيرة مجموعة قنوات مٌغرضة
مولد مملكة نجيب ساويرس
سنة 1987 كانت إنقلابا حقيقيا وجذريا فى مملكة ساويرس نحو الثراء فقد أنشأ نجيب ساويرس قطاع في شركة والده ( اوراسكوم ) باسم قطاع التكنولوجيا بحصوله على وكالة شركة HP للحاسبات الأمريكية وظل يطور هذا القطاع فضم إليه وحدة إتصالات الحاسب من شركة AT&Tعام 1990 ليستكمل منظومة العمل فى هذا المجال، ثم تطورت علاقتة بالشركة حتى حصل على وكالة AT&T لأجهزة الإتصالات سنة 1992
ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقة نجيب بقطاع الإتصالات وسيطرت أوراسكوم على تنفيذ جميع عملية تطوير البنية التحتية وتوسعات شبكة سنترالات والهواتف الأرضية فى مصر سوء من إنشاءات أو تجهيزات أو معدات وكان يعاونة فى هذا المجال أسامة الخولى أول مهندس اتصالات عمل معه وبدأت علاقة نجيب وصداقتة بالمهندس إسكندر شلبى أحد خبراء هندسة الإتصالات في مصر
وفى عام 1994 انشاء اول شركة للإنترنت
نجيب ساويرس فى منتصف التسعينات فكر فى ان بناء شبكة علاقات فى مصر على غرار والداه اصبح شيئا هاما جدا فقرر أن يقيم مطعما على طراز عصري أنيق فأنشأه فى مركز التجارة الدولى على كورنيش نيل شبرا مطعما يحقق له الخصوصية التى تليق به وتعزله مع أصدقائه من أولاد ذوات الطبقة الراقية الجديدة الناشئة ونجحت الفكرة وأصبح المطعم "آب ستيرز" الأكثر شهرة فى ذات المبنى والطابق وبالقرب من بيانو مطعمه القديم والذى وضع سياسية جديدة ستصبح منهجا وفكرا لعالم لا يدخله سوى رواده من الصفوة من المجتمع وذلك لفصل المجتمع عن الدولة .
ثلاثة آلاف جنيه فى ذلك التوقيت كانت رسم اشتراك عضوية "آب ستيرز" يتم دفعها سنويا وتُدفع مقدما للأعضاء المنتظمين
ونجحت شبكة بناء العلاقات الداخلية فى مصر على مستوى رائع حتى انه لم يتجرأ احد من يومها على التجرأ على فتح اى ملف خاص بشركات هذه العائلة بعد ذلك
عام 1996 كانت شركة أوراسكوم الأم هى الشركة الوحيدة فى مصر التى رأس مالها 2.1 مليار جنيه وتعمل فى مجالات المقاولات و المنشأت السياحة والتجارة و التوزيع والتوريدات و تكنولوجيا الإتصالات والكمبيوتر والتوكيلات التجارية وأغلبها أميريكية مثل هيولت باركارد و"مايكروسوفت" "وأى بى أم " . وبعد ذلك فاز بصفقات أخرى مع شركتي "سيسكو سيستمز" و"لوسينت" الأمريكيتين لبيع أجهزة تكنولوجيا المعدات في مصر وهيبو ترمكيس وباوركونفرجين وتولى إستيراد وتوزيع أجهزة التوليد الصناعة والمضخات فولفو السويدية وكرب الألمانية وزودياك الفرنسية ومن نفس الشركات تستورد وتوزع المعدات و المواتير البحرية و التوكيلات البحرية .
وفى النصف الثانى من التسعينيات اتسع حجم إستثمارات “أوراسكوم للمقاولات” بدخولها في مجال الإنتاج الصناعي مثل مواد البناء و الأسمدة و المواسير و الحديد الصلب والغاز السائل
وقررأنسي ساويرس تقسيم الشركة القديمة بين أبنائه الثلاثة نجيب و سميح و ناصف لتظهر في شكل الشركات الثلاث الموجودة اليوم: أوراسكوم تليكوم، أوراسكوم للفنادق والتنمية أوراسكوم للإنشاء والصناعة والتى تفرعت هى الأخرى لتنشئ شركات فرعية تابعة يتم الاشارة الى البعض منها فيما بعد ونذكر ما استطاعت هذه المملكة تحقيقه فى زمن سليمان متولى
وبرغم ان الحلقة الاولى على وشك الانتهاء وبرغم ان هنا مئات الاسئلة التى ستتطرق الى اذهان الجميع الان ما فات يٌعد لاشىء بما سنكتبه لاحقا
وعند دراستنا لهذه الفترة العجيبة التى بدأت بعصر الانفتاح الاقتصادى وما تبعه من تغيرات اقتصادية الا انى احيانا يتبادر الى ذهنى مجموعة من الاسئلة
منها
1- لما لم يتم تتبع كل من استفاد وتضخمت ثروته من الانفتاح الاقتصادى ؟
2- فى اواخر الثمانينات وبأوامر مٌحددة من البنك الدولى وامريكا بضرورة القضاء على شركات توظيف الاموال وتم اصدارالقانون العجيب سنة 1988 وتم القضاء على 135 شركة توظيف اموال كان اشهرهم شركات الريان والسعد والشريف للبلاستيك وسالى هنا لو كان هذا فى صالح الاقتصاد فى ذلك التوقيت لما لم يتم ملاحقة باقى من تضخمت ثروته ؟ ام ان البنك الدولى وامريكا فى ذلك التوقيت كانت تخشى من سيطرة الاسلاميين على الاقتصاد المصرى ام انهم كانوا يخشون من تدوير المال المصرى لانعاش الاقتصاد المصرى ودارت قصص وحواديت على ان شركات توظيف الاموال ما هى الا شياطين لقتل الاقتصاد المصرى ام ان هناك تجهيز لمجموعة اخرى لتبدأ بالسيطرة على الاقتصاد المصرى بما سيتوافق مع ما ينسب امريكا فى ذلك التوقيت
3- ما حجم الضرائب التى استفادت منها الدولة من شركة بدأت من لا شىء ثم اصبحت ذات رأس مال 2 مليار فى اقل من عشرين عاما خلافا لاموال شخصية فى البنوك فى ذلك التوقيت لم يتم حصرها ؟
مئات الاسئلة التى تتبادر الى الذهن وطبعا كله كان بالقانون فى ذلك التوقيت ولكنى مازلت مٌصرا على ان الحلقة الاولى لا شىء بالنسبة لما ستقرأه فى الحلقات القادمة ان كتب الله لى نشرها
والله المٌستعان عليهم جميعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق